الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة أصغر كاتبة تونسية في العالم: المرأة أصبحت تعيش عبـوديـة حديــثــة..وهـــذه رسالــتــي للمثقفين والشبــان

نشر في  16 ديسمبر 2015  (10:57)

 هنا، تؤجل أحلام الشباب حتى إشعار آخر

في كل مرة تثبت تونس انها ولادة للمواهب والمبدعين في مختلف المشارب والاختصاصات وها أنّ أصغر قاصّة في العالم هي فتاة تونسية حطّمت الأرقام القياسية لتكون الأكثر غزارة في الانتاج الأدبي الذي استطاعت من خلاله خطّ مشوار مليء بالإبداع والتألق..
 ضيفتنا في أخبار الجمهورية هي سمر المزغني صاحبة الـ27 سنة والتي أنهت روايتها الأولى في عمر السابعة، وأسمتها «حفل زفاف»، وهي التي تمّ الاستشهاد بفقرة مما كتبته سنة 2009 حول الشباب والحرية في تونس في الكلمة التي ألقتها رئيسة لجنة نوبل للسلام بمناسبة تسلم الرباعي الراعي للجائزة  والتي جاء فيها: «نعيش دون أن نحلم، أو نحلم دون أن نعيش. هنا، تؤجل أحلام الشباب حتى إشعار آخر»..
سمر كان لها حديث مع أخبار الجمهورية هذا ما جاء فيه:

- في البداية ما هو شعورك عندما علمت أنه تم ذكر اسمك خلال مراسم تسليم جائزة نوبل للرباعي الراعي للحوار واستشهاد رئيسة اللجنة بأحد أقوالك؟
فوجئت كثيرا بذلك. فلم تخطر على بالي فكرة أن يقتبس من نص كتبته منذ سنوات عديدة في هذه المناسبة الهامة. ولكني أعتقد أن اختيار رئيسة اللجنة لجملة كتبتها كاتبة شابة من تونس إشارة إلى نظرة العالم المتفائلة إلى الشباب التونسي ودعوتهم إلى الإبداع والنهوض بوطنهم.
- كيف تقيمين دور الشباب في التصدي للتهديدات الجدية التي تستهدف الإبداع والثقافة؟
على أساس ما ذكرت في ما سبق، أرى أن الشباب في تونس اليوم من أهم الأطراف التي من شأنها أن تدعم الإبداع والثقافة، لا بصفة استهلاكية وتقييمية فحسب، وإنما بالإنتاج والإبداع كهواة أو محترفين. على المؤسسات الثقافية في تونس اليوم أن تركز كثيرا على دور الشباب في دعم الثقافة.
- هل تعتبرين أنّ حقوق المرأة أصبحت اليوم مهددة في البلدان العربية ولو بصفة متفاوتة؟
 حقوق المرأة مهددة في كل بلدان العالم وليس فقط البلدان العربية، ولكن بصفة متفاوتة. الربيع العربي في بداياته أعطى أملا كبيرا بثورة جذرية ولكن حقوق المرأة العربية لا يمكن ضمانها دون نظرة تنموية شاملة تعتبر حقوق المرأة ضمانا لحقوق الإنسان وترى فيها جزءا لا يتجزأ من السعي لتحقيق عدالة اجتماعية، لا بين طبقات المجتمع فحسب، بل بين الرجل والمرأة أيضا.
- أصبحت المرأة اليوم تباع في المزاد العلني في بعض المدن التي سيطر عليها الإرهاب، فكيف تنظرين إلى هذه الجريمة؟
 هذه صورة لحال العالم اليوم. فالمرأة تباع أيضا، وإن كان ذلك بشكل أكثر تكتما دون مزاد علني، في بلدان لا يسيطر عليها الإرهاب، وإنما العبودية الحديثة.
- ماهو دور النساء المثقفات وسط كل هذه الصراعات والحروب في المنطقة العربية؟
 ككل النساء، وككل المثقفين، وككل الناس، على الجميع إرساء ونشر ثقافة سلام وتسلح بالفكر والكلمة، لا بالقنابل. وهذا دور لا يقتصر على المرأة المثقفة.
- هل تعتبرين أن الكتاب يعتبر سلاحا؟
الكلمة سلاح للتغيير لكنه غير دموي، الفكر غيّر شعوبا وتواريخ ومسيرات وسياسات أكثر مما غيّرتها الحروب
- هل للكتاب دور في إنارة مصير الشعوب العربية اليوم؟
 أكيد. والثورات الشعبية لم تنجح في كثير من البلدان العربية لعدة أسباب منها غياب الخطاب الفكري الذي يقيّم هذه الثورات ويصنع معناها. وحين يتشكل هذا الخطاب وتتناول الثقافة المسار السياسي والاجتماعي بأسلوب نقدي ونظرة أفقية مستقبلية، تتحدد مصائر الشعوب العربية..
- كيف تقيّمين ما يجري في تونس من أحداث خاصة في ظلّ التهديدات الإرهابية؟
 تونس لا تزال قصة نجاح رغم كل التحديات التي تواجهها. أخطر ما يمكن أن يصيب تونس من الإرهاب، لا فقدان الأرواح (رحم الله كل من اغتالته يد الإرهاب) وإنما إحباط العزائم وفقدان الأمل.
- ماهي رسالتك إلى أطفال تونس وأنت تعتبرين أصغر كاتبة في العالم؟
اكتشفوا إبداعكم، العبوا بالكلمات والأفكار، ولا تخافوا.
 - لنختتم هذه المصافحة بجديدك؟
كتبت مجموعة قصصية ستنشر عن قريب على موقعي الالكتروني الذي سيطلق خلال أيام. وأنا الآن بصدد كتابة رسالة الدكتوراه في جامعة كامبريدج ببريطانيا.

حاورتها: منارة تليجاني